من أنا! بل من أنت ؟
يا من مزّقتَ... جسدي إلى أشلاءْ
إنَ موتي… صدى صوتي... لينزعَ حقِي... في البقاءْ
لا كما شئتم... بل كما شاءوا.. لنا الشهداءْ
من أنا! بل من أنت ؟ سوى سرابٌ.. في صحراءْ
أنا سيف ٌ... لِغمْدِ الأرضِ.. في زمنٍ ... يسودُ الجبنُ.. والجبناءْ
هنا.. ولدوا الأنبياءْ ... هنا جاؤوا... هنا عرجوا.. إلى السماءْ
هنا صلبتم المسيحَ ... وتجنّيْتمْ على العذراءْ
ألم تدري بأنّا..ْ أكــرم أهل الأرضِِ..ْ لهذي الأرضِ.. وأكثرهم وفاءْ
أقتلوا ودمّروا وأحرقوا... قد تحرزوا النصر المُبينَ... على عامود الكهرباءْ
أو تعودوا وجندكم.. في أحشائهم.. ماسورةُ ماءْ
أُسرقوا مَصَاغَنا...واسرقوا حذائنا.. لتصنعوا عِجْلاً
وتطربون للخوارِ..في الصباحِ والمساءْ
فجالوتٌ قتلتموه.. مرَةً ... وها عُدتمْ... وتقتلون الأْبرياءْ
عدتم... لنعيد ثأرنا التّليد...
ونبدأَ داحس من جديد
إذنْ لا ديّةَ عندنا...
لِجرمكم إلا الفناءْ
أو ترحلوا -كدأبكمْ - وتحْقِنوا منّا الدماءْ
يا أحبَّ الناس للقتلِ...منكم وفيكم
ياشرَّ داءٍ... ليس ينفعه الدواءْ
******
نعلَم’ أنَّ روبنهودَ أنصفكم.. ليمنحكم _ كما قالوا لنا الأجدادْ
ونحن قلنا للأولادْ _ كان يملك عندنا ضِعفيْ سحابهْ
فالأرض’ تعرف أهلها ...لقد أعطتنا لونها
في زمنٍ.... ما أكثرَ الغرابهْ
فلا تشابُهَ أو تواصُلَ بيننا ... رغم القرابهْ
ولو لبستم العقالَ والسّروالَ ... أو عزفتم الربابهْ
خطأً ظننتم-أو كما قالوا لكم– بأنْ دمَنا لسهلٌ شرابهْ
هلا سألتم ... عمن كانوا قبلكم.. أومن جاءوا بعدكم
أو من جئتم بعده’ ... الإ ندحارَ...أسبابهْ؟
حين لم يُتْقنْ.... لغة كنعانْ
ولم يدرِ ما كان يهمس’.. بأرضهِ...وشبلهِ
أو كيف حاكتْ ... ظريف الطولِ ... لدلعونا ثيابهْ
قاتلي ! أو غدا قتيلي !
وإن.. تمكّنتمْ على الأرضِ ... مثلُ ذي القرنين ْ!
ليس ذنبي ... أنّ طفلي..لا يرى إلاّ ذبابهْ
فلا الصاروخُ..يسعفكمْ بأرضنا ... ولا تنفعكم..عندنا الدبّابهْ
ألم تقولوا..للسمـاء..أن مجيئكم فناء..وطلبتم حينها اجتنابهْ
لماذا تغضبون اللهْ ... وتجرِّدوا حسامنا...فهذا بعضٌ من عذابهْ
وإن تُرضعوا أطفالكمْ دمائنا... فنحن’أرضعناهمِ الصَّلابهْ
والبرتقالَ للزيتونِ .. سؤالٌ يبحث عن جوابهْ
ولا بلْسَمَ لهذا الجُرحِ إنْ وطني.. لا يُكملْ نِصابهْ
فعودوا لئلا تنقرضوا ... ويعودَ لكذبكمْ صوابهْ
فكلُّ بيتٍ تهدموه’ ...في جيْبِنا مِفتاح’ بابهْ
هيَّا اْرْحلوا ... فقد نَتوق إليكم ... ولكنْ لن نرى- حتما-ً كآبهْ
وإلا .. نُورِثُ الأجيالَ من عبقِ الدماء.. وبطشَ جالوتٍ
ولن تردّوا.. ما يمكنْ خرابهْ
ولْيَعُدْ... صهيلُ الخيلِ.. لسابق عهـدهِ
فاليومَ.. لن تجدوا داودَ بينكم.. لوكشَّر طفلنا أو أبانَ نابهْ
يابوسُ جدي ... وكنعانٌ أنا ... وإبني جالوتٌ
فهيهاتِ الفلاشا... سليمانَ إنجابـهْ
تحلمون بالخاتمْ...وتبحثونَ عن هيكلْ
وليأتِ منكم الأعمـى
فهـذهِ قبـَّة’ الـصـخرةْ
وذاكَ الأقصــــى محــرابه