قصيدة صوفية
لبيك لبيك يا سري ونجوائي
لبيك لبيك يا قصدي ومعنائي
أدعوك بل أنت تدعوني اليك
فهل ناديتُ إياك أم ناديت إيائي
يا عين عين وجودي يا مدى همي
يا منطقي وعباراتي وإيمائي
يا كل كلي ويا سمعي ويا بصري
يا جملتي وتباعيضي و أجزائي
يا من به علقت روحي وقد تلفت
وجداً فصرت رهيناً تحت أهوائي
كانت لقلبي أهواءُ مفرقةُ
فاستجمعت مذ رأتك العين أهوائي
فصار يحسدني من كنت أحسده
وصرت مولى الورى مذ صرت مولائي
تركت للناس دنياهم ودينهمُ
شغلاً بحبك يا ديني ودنيائي
ما لامني فيك أحبابي و أعدائي
إلا لغفلتهم عن عظم بلوائي
أشعلت في كبدي نارين واحدةً
بين الضلوع وأخرى بين أحشائي
حبي لمولاي أضناني و أسقمني
فكيف أشكو الى مولاي مولائي
إني لارمقه والقلب يعرفه
فما يترجم عنه غير إيماني
كأنني غريقُ تبدو أنامله
تغوثاً وهو في بحر من الماء
وليس يعلم ما لاقيت من أحد
إلا الذي حل مني في سويدائي
يا غاية السؤل والمأمول يا سكني
ياعيش روحي يا ديني ودنيائي
إن كنت عن عيني بالغيب محتجباً
فالقلب يراك بالابعاد والنائي